أعلنت السلطات الأمريكية وفاة جندية من الحرس الوطني وإصابة زميلها بجروح خطيرة بعد تعرضهما لإطلاق نار مفاجئ في قلب العاصمة واشنطن، في حادث أشعل ردود فعل سياسية وأمنية واسعة.
وقالت الرئاسة الأمريكية إن سارة بيكستروم، 20 عاماً، فارقت الحياة بعد ساعات من نقلها إلى المستشفى، فيما لا يزال الجندي أندرو وولف، 24 عاماً، في حالة حرجة. وقد اعتُقل المشتبه به، وهو رجل أفغاني، فور وقوع الحادث.
تفاصيل الهجوم
وقع إطلاق النار بعد الساعة الثانية من ظهر الأربعاء بالقرب من ساحة فاراغوت، وهي منطقة مكتظة بالموظفين خلال ساعات الغداء. وبحسب الشرطة، تقدم المهاجم نحو سيارة دورية تابعة للحرس الوطني وفتح النار من مسافة قريبة، في ما وصفه المسؤولون بـ"كمين مباشر".
وسارعت قوات أمنية عديدة إلى الموقع نظراً لقربه من البيت الأبيض، بينما كان الرئيس آنذاك خارج العاصمة.
هوية المشتبه به
أفادت وزارة الأمن الداخلي بأن المشتبه به يُدعى رحمن الله لاكانوال، ويبلغ من العمر 29 عاماً، وكان قد وصل إلى الولايات المتحدة عام 2021 ضمن برنامج استقبال الأفغان عقب انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
وبحسب مسؤولين أمنيين، كان لاكانوال على صلة سابقة بالقوات الأمريكية هناك، وحصل على حق اللجوء في الولايات المتحدة خلال عام 2024.
اتهامات مرتقبة وتشدد في السياسات
أعلنت النيابة أن المتهم سيواجه ثلاث تهم بالشروع في القتل تحت تهديد السلاح، إضافة إلى تهمة حيازة سلاح ناري خلال تنفيذ جريمة عنف، مع احتمال أن تصل عقوبته إلى 15 عاماً في حال الإدانة.
وفي أعقاب الكشف عن هويته، دعا الرئيس الأمريكي إلى مراجعة وضع كل من دخل البلاد من أفغانستان خلال السنوات الأخيرة، وعلّق مؤقتاً النظر في طلبات الهجرة المقدمة من الأفغان.
تحرك أمني واسع
وصف الرئيس الهجوم بأنه "عمل إرهابي وحشي"، وأعلن إرسال 500 جندي إضافي إلى العاصمة لتعزيز الأمن، ليرتفع العدد الإجمالي لقوات الحرس المنتشرة في المدينة إلى أكثر من 2200 عنصر. وتعد هذه القوات احتياطية بطبيعتها، وتُفعَّل عند الحاجة للمساندة الأمنية.
الضحايا
أكدت النيابة أن الجنديين كانا في مهمة لحماية العاصمة خلال عطلة عيد الشكر. وذكرت مصادر رسمية أن بيكستروم تطوّعت للخدمة خلال العطلة كي يتمكن زملاؤها من قضاء الوقت مع عائلاتهم، قبل أن تنتهي مهمتها بشكل مأساوي.